رسم الاعصاب والعضلات هي عملية مهمة في العديد من المجالات الطبية والعلمية، حيث يتم استخدامها لفهم وتحليل وظائف الجهاز العصبي والعضلي في الجسم ، كما يمكن استخدام رسم الأعصاب والعضلات في تشخيص الأمراض المرتبطة بهذين الجهازين، وكذلك في تصميم العلاجات اللازمة لتحسين وظائفهم.
تعتمد عملية رسم الاعصاب والعضلات على استخدام تقنيات مختلفة، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالأشعة السينية، والتصوير بالموجات فوق الصوتية ، كما يمكن استخدام التقنيات الحديثة، مثل النانو تكنولوجي والتصوير الثلاثي الأبعاد، لرسم الأعصاب والعضلات بدقة أكبر وبشكل أكثر تفصيلاً.
في هذا المقال، سنناقش بعض الجوانب المهمة لرسم الأعصاب والعضلات، بدءًا من أساسيات الجهاز العصبي والعضلي وانتهاءً بتطبيقاتها الطبية والعلمية ، سنتحدث أيضًا عن ما هو هذا الإجراء وكذلك عن العوامل التي تعمل على اختلاف تكلفة هذا الفحص .
ما هو رسم الاعصاب والعضلات :
رسم الاعصاب والعضلات (بالإنجليزية: Electromyography and Nerve Conduction Studies) هو اختبار يستخدم لتشخيص كل اضطرابات الأعصاب والعضلات في الجسم ، حيث يتم تنفيذ الاختبار عادة بواسطة فني مؤهل ومدرب.
في البداية تتم عملية رسم الأعصاب والعضلات من خلال وضع الإبر الدقيقة في العضلات والأعصاب وتطبيق تيار كهربائي خفيف لتسجيل الإشارات الكهربائية الناتجة عن الانقباضات العضلية ، يتم تحليل هذه الإشارات لتقييم وظيفة الأعصاب والعضلات في الجسم ، كما يستخدم الاختبار أيضًا للتأكد من وجود أي تلف في الأعصاب والعضلات، مثل تضيق الأعصاب أو التهاب العضلات.
ويُعتبر رسم الأعصاب والعضلات عادةً إجراء آمنًا وغير مؤلم، وتختلف مدة الاختبار وعدد الأجهزة المستخدمة بناءً على المنطقة التي سيتم رسمها وعدد الأعصاب التي سيتم تقييمها.
الحالات التي تستدعي رسم الاعصاب الطرفية :
يتم إجراء اشعة رسم العصب عند وجود ألم أو خدر في المعصم، أو الظهر، أو الساقين، أو أي جزء آخر من الجسم دون وجود سببٍ واضح ، وفي مثل تلك الحالات يمكن أن يجرى أيضاً اشعة رسم العصب وفي الحقيقة يمكن إجراء تخطيط الأعصاب للكشف عن الأمراض التالية:
1- مشاكل العصب الوركي:
وتوجد هناك عدة مسببات لمشاكل العصب الوركي، وأكثرها شيوعاً انتفاخ أو تمزق أحد الأقراص الفقرية ، مما يضغط جذور عصب يوصل إلى العصب الوركي، ويعرف هذا المرض بعرق النسا ، ومن الأعراض التي يمكن أن يعاني منها المريض في العصب الوركي هي: (الألم، أو الوخز، أو الخدر في كثير من الأحيان).
2- متلازمة غيلان باريه:
تشمل الأعراض الأولى للمرض ضعفاً أو إحساس بالوخز في الساقين وهو اضطراب نادر يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم الأعصاب وهو جزءاً من الجهاز العصبي الطرفي.
3- متلازمة النفق الرسغي:
وهي حالة تنتج عن ضغط العصب المتوسط الذي يمتد من الساعد إلى اليد ، في منطقة المعصم نتيجة انتفاخ وتمدد الأوتار أو الأربطة مما يسبب الألم والخدر في الأصابع.
4- الاضطرابات العصبية:
ومنها اعتلال الأعصاب الالتهابي المتعدد المزمن والاعتلال العصبي ، ومن أعراض الاضطرابات العصبية الخدر أو الوخز في عصب واحد أو العديد من الأعصاب في الوقت ذاته، وتنتج تلك المشاكل بسبب مرض السكري أو إدمان الكحول.
5- مرض الاعتلال العصبي الوراثي (شاركو-ماري-توث) :
وهو حالة عصبية موروثة تؤثر في كل من الأعصاب الحسية والحركية ، وتسبب ضعف عضلات القدم والساق.
6- الانزلاق الغضروفي:
وهي حالة تظهر بسبب حدوث مشكلة في أحد الأقراص في فقرات العمود الفقري حيث يصاب الغضروف الليفي الذي يحيط الأقراص بضعف ، مما يؤدي إلى اندفاع المحتوى الهلامي الداخلي للقرص إلى الخارج، فيتسبب بالضغط على العصب الشوكي مسبباً الضرر والألم للأعصاب.
التحضير لرسم الاعصاب و العضلات : المراحل الأساسية و السلامة
تحضير الجسم لرسم الاعصاب والعضلات يتضمن عدة مراحل أساسية للتأكد من سلامة المريض والحصول على نتائج دقيقة، ومن بين هذه المراحل:
1. استشارة الطبيب :
يجب على المريض استشارة الطبيب المختص لتحديد الأساليب المناسبة لرسم اعصاب وعضلات ، وكذلك لتحديد إمكانية تعاطيه لأي أدوية تؤثر على نتائج الرسم.
2. التحضير الجسدي :
يجب على المريض الامتناع عن تناول الطعام والشراب لفترة من الوقت قبل الرسم، وكذلك إبلاغ الطبيب إذا كان يعاني من أي حساسية أو مشاكل صحية أخرى.
3. الاستعداد النفسي:
يجب على المريض الاستعداد للرسم عن طريق تحديد الأسئلة المطلوبة وإجابتها بصراحة ودقة، وتحديد الراحة والاسترخاء خلال الرسم.
4. الاستعداد الفني:
يتضمن ذلك الاستعداد للمعدات المستخدمة في رسم الاعصاب والعضلات، مثل الإبر والأجهزة الإلكترونية، وكذلك تحديد المناطق التي سيتم رسمها.
من الجدير بالذكر أن هذا الإجراء عبارة عن عملية آمنة عادة، ولكن يجب اتباع إجراءات السلامة اللازمة لتجنب أي مضاعفات، ومن هذه الإجراءات:
- تجنب استخدام المعدات التالفة أو الغير صالحة للاستخدام.
- تجنب استخدام الإبر المستعملة للحد من انتشار العدوى.
- تحديد الأماكن المناسبة لإجراء الرسم وتوفير الإضاءة الكافية.
- إتباع إجراءات النظافة الشخصية والتعقيم اللازمة.
تكلفة رسم العصب والعضلات :
تختلف تكلفة رسم العصب أو سعر رسم العصب اليد بشكل كبير وتعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك المنطقة التي يتم فيها إجراء الاختبار، على سبيل المثال يختلف سعر رسم اعصاب اليد عن أي عصب آخر وبالطبع حسب عدد الأعصاب التي سيتم تقييمها، وتكلفة الزيارة للطبيب أو المركز الطبي، وما إذا كان يتم تغطية تكلفة الاختبار من قبل التأمين الصحي أو لا.
وبالطبع ينصح بالتحدث مع الطبيب أو مزود الرعاية الصحية المعني للحصول على معلومات أكثر تحديدًا حول تكلفة رسم الاعصاب والعضلات كما يمكن أيضًا الاطلاع على مواقع الإنترنت للمراكز الطبية للحصول على معلومات حول تكلفة الاختبار في منطقتك.
مثلا يتم تحديد سعر رسم العصب على اليدين بشكل عام بناءً على عدة عوامل، مثل تكلفة المعدات والأدوات المستخدمة، وخبرة الفنيين الذين ينفذون الاختبار، وتكلفة الزيارة الطبية والتشخيص النهائي ، كما يمكن للتكلفة أن تزيد إذا تم رسم الأعصاب في منطقة أخرى من الجسم أو إذا تم استخدام تقنيات متقدمة لتحليل الإشارات الكهربائية.
يجب الاتصال بالمؤسسات الطبية المختلفة للحصول على مزيد من المعلومات حول سعر رسم الأعصاب في اليد في المنطقة التي تعيش فيها ومدى تغطية التكاليف من قبل التأمين الصحي إذا كانت متاحة.
نتائج رسم الأعصاب :
خمسين إلى ستين مترا في الثانية، هذه هي سرعة التوصيل العصبي الطبيعية، إلى جانب تأثرها بعدد من العوامل منها (العمر، الجنس، والجزء الذي تم اختباره من الجسم، والمكان الذي يعيش فيه المريض)،
ويمكن أن تشير نتيجة الاختبار إلى تلف العصب أو مرضه اذا كانت السرعة أقل من الحد الطبيعي، وهنا يجب التحذير أن النتيجة وحدها لا تكفي لمعرفة ما يسبب الضرر بالتحديد لأن هناك عدد كبير من الأمراض يمكن أن تؤثر فيها سرعة التوصيل العصبي، منها: (الانزلاق الغضروفي، و اعتلالات الأعصاب السكرية، وإصابات الأعصاب الطرفية، والأضرار الناجمة عن أدوية علاج السرطان)، وغيرها من الأمراض
في النهاية
بشكل عام، يعتبر رسم الاعصاب والعضلات اختبارًا مفيدًا لتشخيص مشاكل الأعصاب والعضلات، ويمكن أن يساعد الأطباء في وضع خطة العلاج الأنسب للمرضى. يجب التحدث مع الطبيب لتحديد ما إذا كان رسم الأعصاب والعضلات هو الخيار الأنسب لتشخيص حالة معينة، ويمكن للأطباء أيضًا تقديم المزيد من المعلومات حول كيفية إجراء الاختبار وماذا يمكن توقعه خلال الاختبار وكيفية تفسير النتائج.